الرياضة في رؤية 2030- قفزة نوعية نحو مجتمع حيوي وصحي

المؤلف: خالد البدر09.20.2025
الرياضة في رؤية 2030- قفزة نوعية نحو مجتمع حيوي وصحي

تشكل الرياضة ركيزة أساسية في الثقافة السعودية، مما يمنح هذا القطاع فرصًا واعدة للتطور والازدهار، ويجعله أداة فعالة لتعزيز الاقتصاد الوطني، وتحسين صحة المواطنين، وبناء مجتمع ينبض بالحياة والنشاط. انطلاقًا من هذه الأهمية، وضعت رؤية السعودية 2030 الرياضة في صميم اهتماماتها، ساعية إلى إحداث تحول جذري وشامل في هذا القطاع، سواء على مستوى المنافسات الرياضية أو على مستوى ممارسة الرياضة في المجتمع، بهدف ترسيخ دور الرياضة في تحقيق التنمية المستدامة، وتنمية قدرات ومهارات الشباب، وتطوير البنية التحتية الرياضية، وإنشاء المزيد من الأندية الرياضية المتطورة.

لم تقتصر هذه الإصلاحات والتطويرات على الجانب الرياضي فحسب، بل امتدت آثارها الإيجابية لتشمل المجتمع بأكمله، وذلك من خلال تشجيع أنماط الحياة الصحية، ورفع مستوى الوعي بأهمية ممارسة النشاط البدني المنتظم. وقد أطلقت المملكة العربية السعودية العديد من المبادرات الطموحة التي تستهدف مختلف الشرائح العمرية في المجتمع، بما في ذلك طلاب المدارس والجامعات، بهدف غرس ثقافة الرياضة وجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد. كما شهدت المرأة السعودية تمكينًا غير مسبوق في المجال الرياضي، سواء من حيث ممارسة الرياضة أو المنافسة في المحافل الدولية، مما يعكس التزام المملكة بتوفير فرص متساوية للجميع.

لقد حققت رؤية السعودية 2030 إنجازات هائلة في مجال الرياضة المجتمعية وتمكين المرأة، ففي عام 2024، شهدت مشاركة السيدات في الأنشطة الرياضية زيادة كبيرة وغير مسبوقة، حيث ارتفعت نسبة السعوديات اللاتي يمارسن الرياضة أسبوعيًا من 7.3% في عام 2017 إلى 46% في عام 2024، وهو ما يمثل نموًا مذهلًا بنسبة 530%.

وتجسدت هذه الزيادة الكبيرة في مشاركة المرأة بوضوح في عدة جوانب، منها مشاركة السيدات في ماراثون الرياض 2024، حيث شكلن 36% من إجمالي المشاركين. كما توسعت مشاركة المرأة في المناصب القيادية والإدارية في المجال الرياضي، حيث تشغل الآن 7 سيدات منصب رئيسة اتحاد رياضي (بعد أن كان العدد صفرًا قبل إطلاق الرؤية)، بالإضافة إلى وجود 104 سيدات في عضوية مجالس إدارة الاتحادات الرياضية، وهو ما يمثل 30% من إجمالي القيادات الرياضية.
وشهدت أعداد المدربات والرياضيات المسجلات ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفع عدد المدربات من 35 إلى 103 (بنمو قدره 194%)، بينما ارتفع عدد الرياضيات المسجلات من 823 إلى 3,531 (بنمو قدره 329%).

ارتفاع عدد الاتحادات الرياضية

شهد عام 2024 ارتفاعًا في عدد الاتحادات الرياضية ليصل إلى 97 اتحادًا، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 206% مقارنة بعام 2015. كما ازداد عدد الأندية الرياضية التي تقدم مجموعة متنوعة من الألعاب والأنشطة ليصل إلى 128 ناديًا، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 1300% مقارنة بعام 2019. وفي مجال المشاركة المجتمعية، انضم 43 ألف عضو إلى 45 ناديًا من أندية الحي، بينما شارك 1700 شخص في مبادرة "تحرك معنا" التي أقيمت في 13 مدينة حول المملكة.

المؤشرات العامة للنشاط البدني

فيما يتعلق بنسبة البالغين (18 سنة فأكثر) الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، فقد بلغت النسبة الفعلية في عام 2024 58.5%، متجاوزة بذلك المستهدف المحدد لعام 2024 وهو 53%. أما المستهدف في رؤية 2030 فهو الوصول إلى نسبة 64%. وبالنسبة لنسبة الأطفال والمراهقين (5-17 سنة) الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا لمدة 60 دقيقة يوميًا، فقد تم استبدال هذا المؤشر بمؤشرين أكثر دقة بهدف التوافق مع المعايير الدولية.

تطوير البنية التحتية والمواهب

في إطار جهود اكتشاف المواهب الرياضية الواعدة، تم إجراء عمليات مسح شاملة شارك فيها أكثر من 84 ألف طفل من 20 مدينة، وتم ترشيح 1,110 طفل كموهبة رياضية لديها القدرة على التألق في المستقبل. كما تم إطلاق برامج خاصة بالفئات العمرية المختلفة، بما في ذلك برنامج لكبار السن، استفاد منه 1.8 ألف شخص بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضة للجميع.

تكامل مع أنسنة المدن والبنية الحضرية
تم التوسع في إنشاء المساحات المخصصة لممارسة الرياضة في المدن والحدائق العامة ضمن برامج "أنسنة المدن"، كما قدمت المدارس والجامعات الدعم اللازم للأنشطة الرياضية، وتم تدريب المعلمين على تقديم أنشطة رياضية مستدامة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة